تحضير نص وجبة بلا خبز

  • المقطع: الحياة العائليّة

✦ وجبة بلا خبز ✦

لِأَنَّ الأغنياء قد يتفنّنون في ملء موائدهم بشتى أصناف المآكل والمشارب، فإنّ همَّ الفقراء هو ملء بطونهم وسدّ جوعهم ـ إن وجدوا إلى ذلك سبيلًا ـ. سنقف اليوم على هذه الحقيقة من خلال نصّ: «وجبة بلا خبز». أحسنوا الإصغاء واعتمدوا على رؤوس الأقلام.


❖ السند :

صَبَبْتُ عَيْنِي فِي طَبَقٍ مَعْدَنِيٍّ الحَسَاءَ المُغْلِيَّ الَّذِي فِي الحَلَّةِ.. إِنَّهُ حَسَاءٌ بِالشَّعِيرِيَّةِ الْمُفَتَّتَةِ
وَالخُضَارِ. وَلَا شَيْءَ غَيْرَ هَذَا.. مَا كَانَ يُوجَدُ خُبْزٌ.

صَاحَ عُمَرُ: ـ أَهذَا كُلُّ شَيْءٍ؟.. حَسَاءٌ بِلَا خُبْزٍ؟…

كَانَ عُمَرُ وَاقِفًا عِنْدَ فُرْجَةِ البَابِ، مُبَاعِدًا سَاقَيْهِ، يَنْظُرُ إِلَى المَائِدَةِ وَالطَّبَقِ الَّذِي تَفُوحُ مِنْهُ
رَائِحَةُ الفِلْفِلِ الأَحْمَرِ.. وَأَمَامَهُ أُمُّهُ وَعُوَيْشَةُ وَمَرْيَمُ.

رَدَّدَ يَقُولُ فِي غَضَبٍ وَحَسْرَةٍ هَذِهِ المَرَّةَ: ـ أَهذَا كُلُّ شَيْءٍ؟..

قَالَتْ عَيْنِي: ـ لَمْ يَبْقَ عِنْدَنَا خُبْزٌ، الخُبْزُ الَّذِي جَاءَتْنَا بِهِ لَالَا، نَقَدَ مُنْذُ أَمْسِ..

ـ فَكَيْفَ نَأْكُلُ الحَسَاءَ يَا أُمِّي؟ ـ بِالمَلَاعِقِ!

اِنْغَمَسَتِ المَلَاعِقُ فِي الطَّبَقِ، وَلَمْ يَلْبَثْ عُمَرُ أَنْ قَرْفَصَ إِلَى جَانِبِ الآخَرِينَ.

رَاحُوا يَلْعَقُونَ صَامِتِينَ، فِي اطِّرَادٍ يَكَادُ أَنْ يَكُونَ آلِيًّا، الحَسَاءَ الَّذِي يَسْلُقُ أَفْوَاهَهُمْ بِمَرَقِهِ
السَّاخِنِ، كَانُوا يَشْرَقُونَ بِهِ شَرَقًا، وَيَبْلَعُونَ، فَيُحِسُّونَ بِدِفْءٍ طَيِّبٍ يَنْسَابُ فِي أَجْسَامِهِمْ. إِنَّهُ لَذِيذٌ،
حَسَاءُ الشِّتَاءِ…

ـ عَلَى مَهْلِكِ يَا بِنْتُ.. … مَنْ؟.. أَنَا ـ

سَأَلَتْ عُوَيْشَةُ هَذَا السُّؤَالَ وَهِيَ تَنْتَفِضُ. وَغَصَّتْ بِالحَسَاءِ، بَيْنَمَا تَخَضَّبَ وَجْهُهَا بِالحُمْرَةِ مِنَ
المَرَقِ السَّخِينِ.

محمد ديب الدار الكبيرة، منشورات anep الجزائر، 2007. ص: 45


❖ الفكرة العامّة

معاناةُ أسرةٍ فقيرة لا تجدُ الخبزَ مع حسائها، فتتقبّل الواقعَ بصبرٍ وقناعة، وتتماسكُ معًا لتسدَّ جوعها بما تيسّر.


❖ أسئلة الفهم وأجوبتها

1) لِمَ لَمْ تضع «عيني» الخبز على المائدة مع الحساء؟

ج: لأنّ الخبز غير موجود؛ ما كان لديهم خبز منذ الأمس.

2) علامَ يدلّ عدم وجود الخبز؟

ج: يدلّ على فقر العائلة الشديد وضيق ذات اليد.

3) كيف أكلت العائلة الحساء دون خبز؟

ج: بالملاعق؛ كانوا يلعقون الحساء الساخن ويبلعون بصمت.

4) صِف الطعام الذي أعدّته «عيني» لأبنائها.

ج: حساء بالشعيرية المفتّتة والخضار تفوح منه رائحة الفلفل الأحمر.

5) ما الذي دفع «عمر» إلى الصياح والاحتجاج؟ وما رأيك في سلوكه؟

ج: انعدام الخبز؛ وهو سلوك غير لائق لأنه يُظهر عدم القناعة وقلة الصبر.

6) مَن باقي أفراد الأسرة؟ وما نصيبهم في الحوار؟

ج: الأم «عيني»، عويشة، مريم. ظهَر عمر صائحًا متحسرًا، والأم مُهدِّئة مغلوبة على أمرها، والأبناء منشغلون بكيفية الأكل دون خبز، وعويشة تكلّمَت وهي مندمجة مع الطعام.

7) كيف كانت طريقة تناول الأبناء للحساء؟

ج: ما إن انغمست الملاعق في الطبق حتى قرفص عمر، ثم راحوا يلعقون صامتين، يشرقون بسخونته ويبتلعون.

8) بِمَ تُفسِّر رعاية «عيني» لأمّها رغم الظروف القاسية؟

ج: ببرّها لوالدتها وحبّها ووفائها.


❖ المناقشة والتحليل

  • مظاهر الفقر: انعدام الخبز، الاعتماد على حساء بسيط، الرضوخ للواقع.
  • مظاهر التماسك الأسري: اجتماع الأسرة حول طبق واحد، دور الأم في التهدئة، مشاركة الجميع في المتاح.
  • دلالة السلوك: الصبر والقناعة خيران لازمان في الأزمات؛ والضجر لا يغيّر الواقع.

❖ القيم التربويّة

  • القناعة وشكر النعمة.
  • الصبر عند الشدة.
  • برّ الوالدين والرحمة الأسريّة.
  • التكافل والتماسك داخل الأسرة.

❖ أثري لغتي

  • الحلّة: إناء الطبخ المعدني الكبير.
  • قرفص: جلس بوضعية القرفصاء.
  • اطراد: استمرار وتتابع.
  • تخضّب: تلطّخ وتلوّن.

قال عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنه: «واللهِ لو كان الفقرُ رجلًا لقتلته». وعندما تدقّ ساعة الجوع، فلا طعامَ سيّئًا.


❖ مهمة قصيرة

اكتب ثلاثَ جُملٍ تُبرز فيها كيف يمكن لأسرةٍ محدودة الدخل أن تُحافظ على تماسكها وقناعتها وقت الضيق.


❖ حلّ المهمة

  • تتماسك الأسرة محدودة الدخل عندما يتعاون أفرادها في تقاسم القليل برضا وصبر دون تذمّر.
  • يحافظون على القناعة بالشكر على ما تيسّر، معتبرين أنّ القليل مع المحبة خيرٌ من الكثير مع الشقاق.
  • يواجهون الضيق بروح التضامن، فيواسي بعضُهم بعضًا ويستمدّون القوة من ترابطهم الأسري.

تحضير جميع نصوص اللغة العربية للجيل الثاني

2